السبت، 14 نوفمبر 2009

قصص من القوقاز


اجتماع الرئيس جوهر دوداييف برؤساء العائر الشيشانية ورجال الدين لمناقشة امور الحرب




تاريخ الاجتماع10 _11_1996

تعريب :مصطفى زنداقي

يدخل دوداييف القاعة التي فيها رؤساء العشائر ورجال الدين من الشيشان يلقي التحية ...

السلام عليكم

بعض الحاضرين يسأل الرئيس: كيف حالك ؟

جوهر: الحمد لله والشكر له على ماقدره علينا . فالجهاد طريق الشهادة والجنة

احد الحاضرين:نأمل ألا تكون قلقا مشغول البال من الحوادث الجارية في هذه الأيام

جوهر: اقسم انني لست قلقا ... قد اقول لكم مازحا انني ابدو قلقا .

ولكنني لا ارى شيئا يستوجب القلق .ونحمد الله انه لم يحقق اغراض المستعمرون الروس وما حضروه ضدنا من مخططات للسيطرة علينا.

لقد منحنا الله الايما وقوة العزيمة وحرم منها اعدائنا الروس. انا رحمة الله ورعايته تشملنا دوما ولا موجب للقلق مما يجري.

يتكلم احد المسنين.. حيث يقدمه شخص في القاعة غير مرئي على انه يسمى علي... يتكلم قائلا : الدين يعلو ولا يعلى عليه . عندما جلس الصحابي عبد الله بن مسعود على صدر عدو الله ابي جهل في نهاية معركة بدر قال ابو جهل:لقد ارتقيت مكانا عاليا يا ابن مسعود فأجابه لقد قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان الأسلام يعلو ولا يعلى عليه ولن تكون يا عدو الله الا في الموقع الأدنى . ان الدين الاسلامي سيبقى دوما عاليا لانه منزل من عند الله ونحن مسلمون ولله الحمد فلن يخذلنا رب العالمينز

يقول الله تعالى في القرآن الكريم ((وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) ونحن متوكلون على الله وهو لن يتخلى عنا , ان هذا العمل الذي اخذته انت واصحابك (الكلام موجه الى دوداييف) على عواتقكم هو عمل كبير ولو كان بيد الضعفاء المتخاذلين لكان فشل وانتهى منذ بدايته ولكنه مع اصحاب الهمة سيثمر وينتصر الدين الاسلامي وستقوم الدولة الأسلامية على يد آناس يقيمون شرع الله في الأرض اعانكم الله ويسر اموركم وسدد خطاكم وتأكدو اننا ندعو لكم في كل صلاة بالتوفيق والنصر.

يبدأ جوهر بالكلام :ان جوهر العقيدة عند المسلمين هو في توحيد الله والإتكال عليه فهو المصدر الوحيد للعون وقد وعد الله بالنصر لمن آمن به وأتكل عليه ,وهؤلاء الروس لا دين لهم ولا يؤمنون بشيء . فلو تمكنوا او ظنوا انهم قادرون وعندهم القوة اللازمة لاحتلال ارضنا في اسبوع واحد اقول لو تمكنا منا لسحقونا ولكنهم وبعد مرور سنة على بدء القتال لم يحققوا اغراضهم, وذالك بفضل الله وعونه لنا , وهذا ماحدث عندنا في الماضي وخلال (300)سنة من الحرب المستمرة بيننا, ومن المحاولات الروسية الفاشلة للقضاء علينا تماما

وفي هذه المرة دخلوا الى بلدنا بدباباتهم ومدافعهم , ومع انهم امة تزيد عن (150) مليون نسمة , ترى جنودهم يرتجفون من الخوف عند دخولهم ارضنا.

قال لي احد المراسلين من محطة (
bbc) انكم تريدون استبدال الحكم الروسي بالحكم الانكليزي؟ اجبته بألتأكيد لا, ولن نفعل ذالك,ولو رضينا بالخضوع لأحد لبقينا تحت امرة روسيا دون تبديلها

قلت(لهؤلاء المراسلين الاوربيين هم من الانكليز والفرنسيين والالمان) :هل توجد في
اوروبا اليوم امة تصمد ثلاثة ايام امام قوة تعدادها (250)الف جندي مع (6000) دبابة ومدرعة وكافة انواع الاسلحة الحديثة؟
اجابو : طبعا لا .. قلت لهم : اما نحن فقد صمدنا

ولا نزال نقاتل منذ سنة وهذه حقيقا ماثلة امامكم يجب ان تنقلوا هذه الصورة للعالم اجمع ... انكم خرجتم من القوقاز

وجذوركم العرقية جميعا خرجت من عندنا اما قرأتم ماكتبه علماء التاريخ والسلالات البشرية عن اصل الشعوب الاوربية

وعن خروجها من القوقاز ... ان جميع الصفات الخلقية الجيدة لديكم من الخلق النبيل والنشاط والايمان بالمبادئ كلها

وصلت اليكم من عندنا ولا تنسوا اننا لانزال محافظين عليها وسنصمد لمثل هذا الغزو الكبير بل وننتصر عليه بعون الله

... ان القوات الروسية تضربنا بالمدافع والصواريخ ونحن نقابلها بالعزيمة والشجاعة والصبر والايمان والاخلاق

والتماسك فيما بيننا
... يتوقف دوداييف عن الكلام .
نقلا عن شيشان المهجر

___________________________________________________________
عودة مجبولة بالمرارة… و إرادة و صمود مجبولين بالحديد

من مراسلنا في الأديغي نارت أستيمر
الثلاثاء 29 تموز 2003


لطالما حلم رشاد بأرض أجداده، و كثيراً ما تساءل منذ نعومة أظفاره مثل الكثيرين من أبناء وطنه: من نحن؟ و ماذا تعني أديغه؟ و أين هو القفقاس؟ و لماذا نحن بعيدون عنه ؟! و كانت هذه الأسئلة تكبر في ذهنه يوما بعد يوم و تتأجج حماسة كلما سمع أغنية أو لحن رقصة من الفلكلور الأديغي أو سمع مثلاً أو قصة من الأديغة خابزة
و تمر السنين و رشاد يتأرجح بين حلم و محبة يتأججان بين جنبات قلبه الطيب و بين متطلبات الحياة و واجباتها، ليحلم و يتعلم و يصبح بعد حين مصوراً تلفزيونياً في هيئة الإذاعة و التلفزيون في تلفزيون برشتينا في كوسوفو
و في عام 1993 انتصر عشق الوطن في قلبه الطيب ليقرر هو و خمسة من رفاقه العودة إلى وطنهم الأم ليستقروا إلى الأبد في مايكوب عاصمة الأديغي الجميلة ليكون بذلك من أوائل الأديغيين العائدين من كوسوفو
قبل حزم حقيبته المتواضعة بفترة طويلة و خلال استعداده للعودة سمع العديد من النصائح و التحليلات التي كانت كثيراً ما تستـفز أعصابه: ماذا لك هناك يا رشاد؟ … من سيقف معك هناك يا رشاد؟… إن العودة ضرب من الجنون… فكر يا رشاد و حكم عقلك يا بني… و غيرها الكثير الكثير
و لكن رشاد كان يدرك بوضوح رغم تألمه أن ذلك أمر طبيعي من أبناء شعب لاقى الويل و عانى الكثير قبل طرده من أرض أجداده و ما تلا ذلك من معاناة كانت أشنع عبر مسيرة الترحيل الطويلة جعلت أبنائه على ما يبدو يخافون تلك الأيام و ذكرياتها المرة و تركتهم يتمسكون بالاستقرار و لو تحت ظلال صبارة في بادية جرداء قاحلة. و رشاد أبازة كان يتساءل في قرارة نفسه: و لكن أيعقل أن نعتز بانتمائنا للأديغه و نحب عاداتنا و تقاليدنا و أرض أجدادنا و ألا نحلم بالعودة إليها، و لا نتمسك بحقنا في العيش فيها؟
و يمضي قدماً نحو القفقاس الغالي و الفرحة و السرور تملأن قلبه، غير مكترث بشيء سوى التوحد مع أبناء شعبه هناك و الانغماس عميقاً في بطون أرض الوطن الحبيب. و كان التوحد الأول بزواج موفق أسعد به الأهل و الأصدقاء و توّج بثلاث غرسات جميلات: شامل، ستناي، حاج مراد. و بقي رشاد دوماً متميزاً بطيبة القلب و بساطة التعامل و الانفتاح على المحيطين من حوله من أخوة له عائدين أو محليين بعيداً عن روح الفئوية و كل هاجسه التكاتف و التضامن مع الجميع
لكن الحياة أبت إلا أن تشاكس هذا القلب الطيب لتؤكد من جديد حكمتها الأزلية أن "لا راحة لمؤمن إلا بلقاء وجه ربه". فمنذ أيامه الأولى في مايكوب لم يوفق في عمل يؤمن له الراحة النفسية و البدنية، فرغم أنه صاحب شهادة في الإلكترونيات عمل بها سنين في تلفزيون برشتينا إلا أنه لم يوفق في تعديل شهادته بسبب الحواجز و الاشتراطات البيروقراطية ـ 1 ـ. و حتى يجابه متطلبات الحياة مارس العديد من الأعمال من الزراعة و أعمال البناء إلى الإلكترونيات، و لم يكن يأبى القيام بعمل شريف مهما كان شاقاً و تعيساً و غير مجزياً بالنسبة له في سبيل العيش بشرف و كرامة و الصمود و الاستقرار على أرض الوطن، غير آبه بوجود أو عدم وجود صندوق دعم العائدين ـ 2 ـ
و للأسف لم تخلُ حياته من منغصات من ألوان أخرى؛ فعندما اندلعت نيران الحرب الأهلية القذرة و أحاطت أهلنا في كوسوفو خسر والده الذي اغتيل في منزله، و ضاع أخوه ضياعاً بائساً في حيثيات و متاهات الفلتان الذي رافق هذه الحرب. و عندما لحقت به عائلته من هناك بعد تقديم الجهات الرسمية في جمهورية الأديغي و روسيا الاتحادية المساعدة و مساكن مجانية جديدة لكل عائلة عائدة من كوسوفو، في ظل هذا الموقف الرسمي المتميز يوم ذاك، حاول البعض التلاعب عبر متنفذين و كادوا أن يستولوا على الدور الخاص بأهله لاستلام البيت المخصص لهم في قرية مافه حبله. إلا أن جسارته و مساندة بعض العائدين له حالت دون ذلك
و عندما وقع رشاد أبازة من السقالة الخشبية العالية و هو شاب لم يتجاوز الأربعين من عمره لم نحزن و نتألم لفقدانه فحسب، بل حزنا و تأسفنا أكثر لأنه مات و هو يزاول عمل لا علاقة له بالعمل الذي بذل العديد من سنين عمره في دراسته و إتقانه
رحمك الله يا "أبا شامل" لقد اختزلت في حياتك القصيرة معاناة الكثيرين من العائدين من أمثالك، و أكدت لنا بروحك الطاهرة و صمودك المتواضع أنه إذا كان عشق الوطن جنون، فما أحلى الجنون، و أنه إذا كان لا بد من كسر الحجارة من أجل الصمود في أرض الوطن، فهيا بنا نُكسر و نأكل من هذه الحجارة. لقد ذكرتنا بحكمة أجدادنا و بأن خسارة أيام و سنين من الراحة و الهناء أهون ألف مرة من خسارة الوطن فكما قال أجدادنا: من يخسر وطنه يخسر كل شيء
(وكالة أنباء القفقاس

0 التعليقات:


Free Blogger Templates by Isnaini Dot Com. Powered by Blogger and Supported by ArchitecturesDesign.Com Beautiful Architecture Homes